نبذة عن ديك الجن

نشأ ديك الجن في بيئة أدبية، يقول ابن عبدوس الجهشياري: (إنّ حبيب بن عبد الله بن رغبان ــ الجدّ الأكبر لديك الجنِّ ــ كان كاتباً في أيّام الخليفة المنصور، وكان يتقلّد الإعطاء، وكان موجوداً في سنة ثلاث وأربعين ومائة، وأنّ ديك الجنِّ الشاعر من ولده، وإليه ينسب مسجد ابن رغبان بمدينة السلام).

وكان جده الأعلى تميم من مؤتة في الأردن وهو أول من أسلم ثم انتقلت أسرته إلى السلمية ومنها إلى حمص.

أما لقب الشاعر (ديك الجن) فقد تعددت الروايات بشأنه فقيل:

سُمّي بـ (ديك الجن) لأن عينيه كانتا خضراوين وقيل سمي ديك الجن لإنه رثى ديكاً لأبي عمرو ذُبح وأقام منه مائدة دعا إليها أصدقاءه وفي ذلك يقول ديك الجن:

دَعَانا أَبُو عَمْرو عُمَيرُ بنُ جَعْفر عَلى لَحْمِ دِيك دَعوةً بَعْدَ مَوْعِدِ

فَقَدَّمَ دِيـــــــــــكَاً غَدّ دَهْراً ذَمْلّقاً مُـــــــؤنِسَ أبياتِ مُؤَذّنَ مَسْجِدِ

وقيل: كان يخرج إلى البساتين في ظاهر حمص متنزّهاً، وهذا ما يشبه الديكة عندما تستيقظ مبكّرة إلى المزارع وهو الرأي الذي رجحه مظهر الحجي وقيل لغرابة أطواره، وقيل غير ذلك في روايات كثيرة تركناها لإغراق الأهواء فيها.

لم يبرح ديك الجن مدينته حمص حتى توفي فيها كما أشارت إلى ذلك كل المصادر التي ترجمت له، ولكن يفاجئنا الشيخ عبد الرسول الغفاري بوجود شاعرين آخرين حملا هذا اللقب (ديك الجن) ويروي قصة لكل واحد منهما مع الرشيد والمتوكل وهما:

الحسن الكركدان المعروف (بديك الجنّ) مع المتوكّل العباسي في العراق.

وإسحاق بن إبراهيم، الملقّب بـ(ديك الجنِّ أيضاً)، مع الرشيد.