عمر بن كلثوم

عمر بن كلثوم بن مالك بن عتّاب التغلبي هو أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، ويُعد من أصحاب المعلقات الشهيرة. وُلد في الجزيرة الفراتية حوالي عام 526م، وتوفي نحو عام 600م.

نسبه:

ينتمي عمر بن كلثوم إلى قبيلة تغلب بن وائل، وهي من القبائل العربية الكبيرة والمعروفة. كان والده كلثوم بن مالك زعيماً في قبيلته، ووالدته ليلى بنت المهلهل بن ربيعة، وهي من عائلة عريقة في الشعر والفروسية. ساد عمر بن كلثوم قومه وهو في سن صغيرة، وكان معروفاً بشجاعته وفروسيته.

بطولاته في الحرب:

عُرف عمر بن كلثوم بشجاعته وبطولاته في المعارك. من أشهر قصصه في هذا السياق قتله للملك عمرو بن هند، ملك الحيرة، وذلك دفاعاً عن كرامة والدته. هذه الحادثة زادت من شهرته وجعلته رمزاً للفروسية والشجاعة في الأدب العربي.

قصائده:

أشهر قصائد عمر بن كلثوم هي معلقته التي تبدأ ببيت:

ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا

تتألف المعلقة من حوالي 1000 بيت، ولكن ما وصل إلينا منها أقل من ذلك. تتميز هذه القصيدة بالفخر والحماسة، وتعكس قوة وعزة قبيلته تغلب.

إلى جانب معلقته، له العديد من القصائد الأخرى التي تتناول مواضيع متنوعة مثل الفخر والهجاء والرثاء. من بين هذه القصائد:

  • قصيدة “أبا هند فلا تعجل علينا”
  • قصيدة “ومن يغشى الحروب بملهبات”
  • قصيدة “أمن ريحانة الداعي السميع”

نقد شعره:

تعرض شعر عمر بن كلثوم للنقد من قبل بعض الباحثين مثل طه حسين، الذي شكك في صحة نسبة بعض القصائد إليه، معتبراً أن بعضها قد يكون منحولاً. ومع ذلك، يبقى شعره من أهم ما وصل إلينا من الأدب الجاهلي، ويعكس حياة العرب في تلك الفترة.

وفاته:

توفي عمر بن كلثوم في نهاية القرن السادس الميلادي، ويُعتقد أنه توفي حوالي عام 600م. ترك وراءه إرثاً شعرياً كبيراً، ولا يزال يُعتبر من أعظم شعراء العرب في العصر الجاهلي.