الشاعر ديك الجن

أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن يزيد بن تميم الحمصي السلماني الكلبي، ولد في حي باب الدريّب في حمص من كبار شعراء العربية تميّز بأسلوبه الشعري المتين البناء والسبك، مع رقة المعاني، ودقة النسج، وصدق الصورة، والجزالة في الألفاظ، وقد تعددت الأغراض في شعره فخاض كل فنونه وأبدع فيها وتجلّى الإبداع في تصوير الخصوبة في صبغته.

قصيدة في الإمام علي عليه السلام

أصبحتُ جَمَّ بَلابِلِ الصَّدْرِ وأَبِيتُ مُنْطَوياً على الجَمْرِ

إِنْ بُحْتُ يوماً طُلَّ فيه دَمي ولَئِنْ كَتَمْتُ يَضِقْ بهِ صَدْرِي

مِمّا جَنَاهُ على أَبي حَسَنٍ عُمَرٌ وصاحبُه أبو بَكْرِ

طلبَ النّبِيُّ صَحِيفَةً لَهُمُ يُمْلي لِيَأْمَنَهُمْ مِنَ الغَدْرِ

فأَبَوا عليهِ وقالَ قائلُهمْ قُوموا بنا قَدْ فَاهَ بالهُجْرِ

ومَضَوا إلى عَقْدِ الخِلافِ وماحَضَروهُ إلاَّ داخلَ القَبْرِ

جَعَلُوكَ رابعَهُمْ أَبا حَسَنٍ ظَلَمُوا وَرَبِّ الشّفْعِ والوَتْرِ

وعلى الخِلافَةِ سابَقُوكَ ومَاسَبَقُوكَ في أُحُدٍ ولا بَدْرِ

غَمّتْ مُصِيبَتُكَ الهُدَى فَغَدَا الإسْلامُ لا يَدْرِي بِمَا يَدْرِي

وتَشَعّبَتْ طُرُقُ الضَّلالِ فَلَولاكُمْ مَشَوا بالشِّرْكِ والكُفْرِ

أَنْتُمْ أَدِلاَّءُ الهُدَى وبكمْ قَدْ سِيرَ في بَرٍّ وفي بَحْرِ

ودَعَائِمُ التّقْوى وقَادَتُها للفَوْزِ يومَ الحَشْرِ والنّشْرِ

والعَارِفُو سِيما الوُجُوهِ على الأعْرافِ مَعْرِفَةً بلا نُكْرِ

ومُقَاسِمُ النيرانِ أنتَ لَمِنْأَخَذُوا العُهُودَ بعالَمِ الذَّرِ

فتقولُ يا نارُ اتْرُكي ليَ ذَا ولِذَا خُذِي فَتَدينُ للأَمْرِ